حياته العلمية والتدريسية

أكمل الشيخ سليمان حلمي -رحمه اللّٰه- دراسته الابتدائية عام (1902م-1388هـ) في المدرسة الرشدية في سِلِسْتْرَه، وفي نفس العام بدأ الدراسة في مدرسة «سَاطِرْلِي» (Satırlı) في «سِلِسْتْرَه» (Silistre) وتعلّم هناك العلوم العربية الأساسية، وفي عام 1907 م أرسله أبوه إلى اسطنبول ليستكمل مرحلة الدراسات العليا، وقد نصحه قبل أن يرسله إلى اسطنبول قائلاً: «يا بني! إذا تعمَّقتَ في علم أصول الفقه تُصبح قويًّا في دينك، وإذا تعمَّقتَ في علم المنطق تُصبح قويًّا في علمك.»

تابع الشيخ سليمان حلمي -رحمه اللّٰه- في اسطنبول حلقات الشيخ أحمد أفندي البَافْرَوِي من أشهر علماء مدارس «السلطان محمد الفاتح» في ذلك الوقت، وفي أثناء ذلك كان يبيت في مدرسة «حافظ أحمد باشا»، وكان أيضًا يتابع دراسته في مدرسة «السلطان الفاتح» في «صحن ثمان» (قسم التخصّص) ومدرسة «البحر السفيد جِفْتَه بَاشْ قُورْشُونْلي» (Bahri Sefîd Çiftebaş Kurşunlu)، وأكمل دراسته عند أحمد أفندي ونال الشهادة حاصلاً على الدرجة الأولى في عام 1913م.

في تشرين الأول 1914 قام بالتسجيل في مدرسة «دار الخلافة العلية» في القسم العالي ونجح في امتحانٍ للصفّ الأول و الثاني وبدأ الدراسة من الصفّ الثالث، وتخرّج من هذا القسم في عام 1916 م.
وفي 30 إيلول 1916 قام بالتسجيل في مدرسة المتخصّصين (المدرسة السليمانية) في قسم التفسير والحديث لإكمال دراسة الدكتوراه التي تكون مراحل الدراسة فيها ثلاث سنوات، وعندما أكمل السنتين الأوليين بنجاح عام 1918 (1334 هـ ) منح مع عشرين من زملائه صفة مدرس عامِّ ليقوموا بالتدريس في اسطنبول بقرار من السلطان وحيد الدين خان بناء على طلب شيخ الاسلام.

وفي عام 28 آذار 1919 تخرّج الشيخ سليمان حلمي من مدرسة المتخصّصين في مدرسة السليمانية من قسم التفسير والحديث حاصلاً على الدرجة الأولى.

بعد تخرّجه من مدرسة المتخصّصين أجرى امتحاناتِ مدرسة القضاة (كلّيّة الحقوق) ونجح فيها وحصل على الدرجة الأولى، فأرسل برقيّةً بفرحٍ كبيرٍ إلى والده يخبره بذلك، فكانت ردّة فعل والده على البرقية: «يا ولدي سليمان؛ أنا لمْ أُرسِلْك إلى اسطنبول كي تذهب إلى النار.» وكان قصد والده التلميح إلى معنى الحديث النبوي أنّه صلّى اللّٰه عليه وسلّم قال: «اَلْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ قَاضِيَانِ فِى النَّارِ وَقَاضٍ فِى الْجَنَّةِ.»

وكان جواب سليمان حلمي أفندي لوالده أنه لم يكن يهدف الدخول في سلك القضاء لغايةٍ في القضاء بحدّ ذاته، بل يريد بلوغ مرتبة الكمال في كافة مجالات العلوم الدينية الظاهرية في عصره.

أكمل دراسته في مدرسة القضاة في أربع سنوات ونال شهادة القضاة في عام 1923م، كما كان أستاذا في المدرسة السليمانية بعد تخرّجه من قسمي التفسير والحديث، ونال نتيجة لتحصيله لتلك العلوم العقلية والنقلية درجة التفوق، وبالإضافة إلى ذلك درس الشيخ سليمان حلمي علم الفلك.

المواد الشرعية للشيخ سليمان حلمي ودرجات امتحاناته فى الصفّ الثالث في القسم العالي بمدرسة دار الخلافة العلية كانت كما يلي:

  • علم التفسير: 10
  • علم الحديث: 10
  • علم الفقه: 9
  • علم أصول الفقه: 10
  • الفقه المقارَن: 10
  • علم الكلام: 10
  • الفلسفة: 10
  • الحقوق والقوانين: 10
  • الأدب العربي: 10

مواده الشرعية ودرجات امتحاناته للسنة الأخيرة في المدرسة السليمانية التي تخرّج منها بتاريخ 27 أيّار 1919:

  • علم التفسير: 10
  • علم أصول الحديث ونقد الرجال: 10
  • علم الحديث: 10
  • علم طبقات القرّاء والمفسّرين: 10
  • رسالة الدكتوراه: 7\2 + 9
  • المعدّل: 14\9 + 9

بعض المواد الشرعية التى درسها ونجح في امتحاناتها مسجّلة في شهادة مدرسة القضاة (كلية الحقوق) كما يلى:

  • 1- حقوق روما
  • 2- الصكوك الشرعية
  • 3- قانون التجارة البرّية
  • 4- قانون التجارة البحرية
  • 5- الحقوق الدولية